الداودي … المستشار المحنك
الجرأة والنزاهة والخبرة بصمت مسيرته المهنية وجعلته محط حب وتقدير
حينما تعاين المستشار أحمد الداودي، صباح كل يوم، يترجل انطلاقا من منزله، مرورا ببعض شوارع الحسيمة، يسرع خطاه نحو مكتبه بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، حاملا محفظته، بسمات رجل كله وقار، فإن ذلك بداية يوم طويل من التحقيق ينتظره في العديد من القضايا الجنائية، وعلى رأسها القتل العمد والسرقات الموصوفة والاتجار بالبشر وهتك العرض. هو القاضي الذي آمن بأن التحقيق في القضايا المعروضة عليه، يعد حلقة قوية في كشف ملابسات وألغاز العديد من القضايا، التي تبدو في أول الأمر غامضة ومستعصية. بعد مسار حافل بالعمل الجاد وشحه صاحب الجلالة محمد السادس، أخيرا، بوسام العرش من درجة فارس.
أطلق الأستاذ أحمد الداودي صرخته الأولى في 10 دجنبر 1955 بكتامة بإقليم الحسيمة. تلقى تعليمه الثانوي بالحسيمة، حيث نال شهادة البكالوريا، التحق بعدها بكلية الحقوق بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، حيث نال شهادة الإجازة 1979 بعد ثلاث سنوات من الدراسة بالكلية. تابع دراسته بالسلك الثالث، قبل التحاقه بالمعهد العالي للقضاء بالرباط. وشكل تخرجه من المعهد، نقطة البداية في مسيرته القضائية، إذ عين ملحقا قضائيا بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، ثم قاضيا بوجدة سنة 1983، ثم قاضيا مقيما بجرادة سنة 1984، لينتقل إلى الرشيدية قاضيا بالمحكمة الابتدائية في الفترة الممتدة بين 1993 إلى 1996. ومباشرة بعد الفترة التي قضاها بالرشيدية تم تعيينه مستشارا بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، ثم مستشارا قاضيا للتحقيق بالمحكمة نفسها منذ 2004. تلقى الأستاذ الداودي تكوينا في مجال تخصصه بالسويد، ماجعل مساره حافلا بالعطاء، حيث أكسب الرجل خبرة كبيرة في القيام بالأدوار المنوطة به على الوجه الأكمل، وجعل مسؤولي وزارة العدل يمددون له سن تقاعده مرتين.
ملفات ساخنة
ينوه العديد من العاملين في قطاع العدل بالحسيمة، بتجربة الأستاذ أحمد الداودي وكفاءته وإخلاصه في العمل وحسن أداء المهام قاضيا مكلفا بالتحقيق وتميزه بالرزانة، مثابرا في أداء واجبه بالحماس والفعالية والجدية نفسها. حقق الأستاذ الداودي في العديد من الجرائم والقضايا ذات الطابع الجنائي وملفات أخرى وصفت بالساخنة، منذ تعيينه في مهامه الجديدة، منها ملف الموقوفين في ما سمي الزلزال الإداري بالحسيمة سنة 2010، وملف مصرع سماك الحسيمة محسن فكري في 2016، حيث أحال آنذاك مجموعة من الأشخاص على غرفة الجنايات الابتدائية بالحسيمة، بعدما استغرق التحقيق التفصيلي معهم ثلاثة أشهر. وأمر الأستاذ الداودي آنذاك بإجراء خبرة من أجل جرد المكالمات الواردة والصادرة إلى الرقم الهاتفي للمرحوم. ومن بين الملفات التي حقق فيها الأستاذ والتي شغلت الرأي العام المحلي، ملف أستاذ اتهم بهتك عرض تلميذته القاصر البالغة من العمر 11 سنة. وبعد العديد من جلسات التحقيق أحال الأستاذ ملف المعني بالأمر ومستنداته على غرفة الجنايات الابتدائية، معللا ذلك بمجموعة من الحيثيات.
قاضي التحقيق لعشرين سنة
لما عين أحمد الداودي قاضيا للتحقيق بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، لم يكن اسمه يتردد كثيرا لدى عامة الناس، لأن من صفاته الاشتغال في صمت، بعيدا عن الأضواء، لكن بعد ذلك تردد اسمه بقوة، من خلال القضايا التي حقق فيها، ابتدائيا وتفصيليا. الحنكة في العمل والتفاني جعلاه محط احترام وتقدير من قبل زملائه. في أي مدينة يحل بها، يشتغل في صمت وخارج دائرة الأضواء، إنسان سلاحه، علاقته بالناس، التواضع والاحترام. هو رجل التحقيق بامتياز، حريص على مبادئ الوقار والحجة والدليل، وعلى أن تبقى سمعة القضاء بمحكمة الاستئناف بالحسيمة طيبة لاتحركها الأهواء. واجه جرائم الهجرة السرية والعصابات الإجرامية المتخصصة في السرقات الموصوفة والتزوير والاعتداء، إذ لايتراخى في ملاءمة الأفعال الإجرامية، مع النصوص القانونية اللازمة.
جمال الفكيكي
The post الداودي … المستشار المحنك appeared first on موقع التبريس الاخباري.
مؤلف المقال : موقع ألتبرس الإخباري
أحمد المرس: البرلمان المغربي..بين مسرحية الأغلبية وأوهام التمثيل الشعبي!
ريف ديا//// احمد علي المرس نواب الأمة.. تشريع باسم الشعب وخدمة لمصالح خاصة!!! متى يستفيق ا…